عندما تصبح الإستقالة خيارا وحيدا

أحمد ناجي احمد النبهاني:
لم تسجل الشرعية طوال تاريخها الذي يدخل العقد الثاني من عمرها
سوى حالتين من الاستقالة الناتجة عن البسالة في مواجهة الفساد المتغول لدى نفس الخصوم الغارقين في الفساد والذين لديهم المناعة الكاملة ضد اي محاولة لإصلاح الأوضاع
اما الحالة الأولى فهي الإستقاله المقدمة من قبل الأستاذ الجليل عبد العزيز عبد الحميد المفلحي من موقعه كمحافظ لعدن
حين وجد نفسه وحيدا في مواجهة هوامير الفساد في معركة كانت تستدعي تظافر كل الجهود من اجل خدمة عدن وتقديمها كمدينة نموذجية
ولكن اللصوص التاريخيين كانوا له بالمرصاد
وكانوا لكل مدخرات وموازنات هذه المدينة الجميلة بالمرصاد
وإزاء وضع كهذا لم يكن معه من سبيل سوى الاستقالة من منصبه كمحافظ لهذه المدينة التي تحتل أهمية خاصة في الوجدان الوطني لكل اليمنيين
اما حادثه الإستقالة الثانيه فهي للأستاذ الجليل سالم ثابت العولقي رئيس الهيئة العليا للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني في عدن
حاول مقاومة الفساد في هذا المرفق ولكن الفساد كان اقوى من كل محاولات اصلاح الخلل
ولم يكن من سبيل امام الأستاذ الجليل سالم ثابت العولقي سوى الإستقاله
بامثال هذه النماذج تبنى الأوطان
اما أولئك اللصوص حتى وأن حققوا نصرا مؤقتا فإنه لن يستمر طويلا
وفي اعتقادي فان استمرار الأوضاع على ما هي عليه من تدمير واحباط وافشال كل محاولة لإصلاح الأمور في المحافظات التابعة لسلطة مجلس القيادة الرئاسي قد تجعل من بقاء مجلس القيادة الرئاسي مسألة محفوفة بالمخاطر